إستمعي صغيرتي
كان يا مكان في سالف الأزمان،
وفي بيتان متجاوران، كان يسكن هناك صديقان، حميمان، وكان يسكن معهما داخل البيتان،
عائلتان من الفئران، وكانت الفئران الصغيرة تلعب في الغرف، و تصعد الىطاولة الطعام،
فتأكل البيتزا التي يجلبها “عزيز” ليدعو صديقه“ابراهيم” من أجل أن يتناولاها معا.
وكانت الفئران أيضا تسكب زجاجات البيبسي في بيت إبراهيم الذي يجلبها أثناءالمذاكرة ،
كانا الصديقان يغضبان بشدة، حينما يجدان الفئران الصغيرة في بيتاهما قد إلتهمت طعامهما،
وأفسدت طاولتهما، فيجريانخلفها، ويطاردانها، ويحاولان القبض عليها، بشبكة الفئران الصغيرة
فتهرب الفئران، وهي تضحك “أهيي أهيي أهي لا تستطيعان الإمساك بنا أيها البطيئان”
وتختبئ في زوايا الصالة، والغرف، و خلف الخزانة، وداخل أحذيتهما ووسط الكتب
فلا يتمكنان من رؤيتها، كي يمسكانها ويلقيان بها خارج البيت.ثم في أحد الأيام، خطرت لعزيز فكرة !
وأسرع الى بيت صديقه ابراهيم، كي يخبره عن خطته، حاولت الفئران أن تسترق السمع،
فلم تستطع أن تسمع شيئاً ..لكنها شعرت أن هنالك أمرا خطير يجري،
لأن الصديقان يتحدثان بصوتٍ خفيض جدا .
وفي صباح يوم التالي، كانت إحدى الفئرانالتي خرجت أثناء الليل، لتأكل شيئا قد علقت في المصيدة،
التي وضعها ابراهيم في غرفته امام جحرها وكان الفأر يصرخ:النجدة! النجدة! النجداااا!
مستنجدٍ بأهله الذين يحاولون إخراجه من المصيدة، وحين اقترب ابراهيم
هربت جميع الفئران.. فحمل ابراهيم المصيدة، وذهب بها الى عزيز الذيفرح كثيرا برؤية الفأر عالق في المصيدة،
فهكذا بدأت خطته في النجاح، وقريبا ستقع جميع الفئران في المصيدة، فيتخلصان منها الى الأبد.
ولكن بعد ذلك اليوم، لم يقع أي فأر في المصيدة،لأن الفئران أدركت أن الطعام الموضوع في المصيدة هو فخٌ !
وقد منعت الفئران أطفالها بشدة، من الخروج في ظلمة الليل كي لا تصطدم بالمصيدة وتعلق فيها
و أصبحت بعد ذلك اليوم تأخذ كل الطعام من المطبخ في ضوء النهار أثناء تواجد الصديقان في المدرسة
و تكسر الأطباق كي تغيظ الصديقين وحين يعودان الصديقان من المدرسة،
يجدان المكان في فوضي..
وبعدما نفذ صبرهما من مشاغبات الفئران، جلسا الصديقين في حيرة وقلقبالغين :
ـ ماالعمل .. ومالحيلة ؟؟
فخطة المصائد لم تعد تفيدنا، والفئران صارت شاطرة، وتسبب الفوضىدون أن تقع في الفخ ،
فكّرا .. وفكّرا .. وفجأة صرخ ابراهيم :
- وجدتها…!وبعد الإتفاق على الخطة الجديدة، خرجا من البيت، وإتجها الى سوق الحيوانات،
حيث تتوفر كل أنواع الحيوانات الأليفة..
كانت هنالك أرانب بيضاء وسوداء،وطيور القبرة، والهدهد ، والعداء الجميلة، وطيور أُخرى غاية في الروعة،
وهناك أيضا ببغاءات صغيرة تلقي التحية على كل من يقف أمامها..
حين وصلا الصديقان الى أقفاص القطط، توقفا عند القطة الصغيرة ،
ذهبية اللون، ذات فرو ناعم لها عينان كبيرتان، تلمع فيهما ألوان مختلفة، من الأخضر، الى أحمر، الى بندقي ..
اُعجبا الصديقان بها، وقاما بشراءها على الفور..في طريق العودة، قال عزيز لصديقه إبراهيم،
أنه يخشى أن هذه القطة الرقيقة لن تستطيع مواجهة الفئران، لأنها قطة هادئة ووديعة ..
أجابه الصديق، بألا يقلق، فكل شيئاً سوف يجري حسب الخطة .
وهكذا أصبحت هنالك قطة، في بيت عزيز يتركها قرب جحر الفئران، ويبتعدليراقبها بفضول شديد ..
مر يومان على مجيء القطة، والفئران تخرج وتدخلسعيدة، دون خوف، لأن القطة لم تحرك ساكناً
أمام مشاغبات الفئران، بل أكتفت بالنظر اليها، والتثاؤب بملل..
وففهمت الفئران، أن هذه القطة مدللة وكسولة، ولن تستطيع إيذاءها،
وشعرا ابراهيم وعزيز، بخيبة أمل، ويئسا تماما، من هذه القطة ..
سوى أن عزيز، أحتفظ بالقطة، لأنه أحب جمالها، ووداعتها، وأحس أنها لا تشبه القطط
التي يراها في الشارع تطارد الفئران وتعبث في القمامة، وتنام في الزقاق .
ثم في أحد الأيام .. و بينما يجلسان، الصديقان، يتسامران، ويذاكران درسيهما ..
نظر أبراهيم الى عزيز، وقاله :
- ” إششش.. أصمت قليلا ..دعنا نرى هذه القطة ..
وكانت قطتهم جالسة، في زاوية الغرفة ممسكة بفردة الحذاء في فمها،
ومركّز النظر، على جحر الفئران، وقد خرجت الأخيرة، كعادتها تلعب وتمرح وتثير الفوضى،
في كل مكان، وقد ذهبت الفئران الصغيرة الى المطبخ.. لتلتهم طعامهما، وتفسد البقية منه،
نظرت القطة من حولها بمكر، وقد تطايرت الشرر من عينيها، ثم فجأة ركضت بإتجاه الجحر،
وهي تحمل فردة الحذاء وأسرعت بدسه في فتحة الجحر، ثم أتجهت الى حيث تتحركالفئران، وتجري هنا وهناك،
أخذت القطة تترصد حركتها بسرعة ودهاء .. وهاجمتها في الحال، فنالت من أحد الفئران وألتهمته بلمح البصر..
حين رأت الفئران الاُخرى ذلك إنصدمت، و أصيبت بذعر ٍشديد،
وراحت تصرخ أهربوا .. اهربوا.. قد جاء الوحش .. أهربوا
وأخذت الفئران تركض للأختباء داخل الجحر .. وحين أقتربت من الجحر،وجدتها مسدوداً بالحذاء ..
فألتفتت خلفها لتجد القطة تنظر اليها بعينان مفترستان، وهي تضحك على غباء الفئران،
و ثقتها العمياء بالقطة..فقال ابراهيم لعزيز:
- اُنظر يا صديقي ، لو لم تكن الفئران غافلة لأدركت أن جميع القطط تأكل الفئران !!
إنها مسألة الوقت فحسب!
كان يا مكان في سالف الأزمان،
وفي بيتان متجاوران، كان يسكن هناك صديقان، حميمان، وكان يسكن معهما داخل البيتان،
عائلتان من الفئران، وكانت الفئران الصغيرة تلعب في الغرف، و تصعد الىطاولة الطعام،
فتأكل البيتزا التي يجلبها “عزيز” ليدعو صديقه“ابراهيم” من أجل أن يتناولاها معا.
وكانت الفئران أيضا تسكب زجاجات البيبسي في بيت إبراهيم الذي يجلبها أثناءالمذاكرة ،
كانا الصديقان يغضبان بشدة، حينما يجدان الفئران الصغيرة في بيتاهما قد إلتهمت طعامهما،
وأفسدت طاولتهما، فيجريانخلفها، ويطاردانها، ويحاولان القبض عليها، بشبكة الفئران الصغيرة
فتهرب الفئران، وهي تضحك “أهيي أهيي أهي لا تستطيعان الإمساك بنا أيها البطيئان”
وتختبئ في زوايا الصالة، والغرف، و خلف الخزانة، وداخل أحذيتهما ووسط الكتب
فلا يتمكنان من رؤيتها، كي يمسكانها ويلقيان بها خارج البيت.ثم في أحد الأيام، خطرت لعزيز فكرة !
وأسرع الى بيت صديقه ابراهيم، كي يخبره عن خطته، حاولت الفئران أن تسترق السمع،
فلم تستطع أن تسمع شيئاً ..لكنها شعرت أن هنالك أمرا خطير يجري،
لأن الصديقان يتحدثان بصوتٍ خفيض جدا .
وفي صباح يوم التالي، كانت إحدى الفئرانالتي خرجت أثناء الليل، لتأكل شيئا قد علقت في المصيدة،
التي وضعها ابراهيم في غرفته امام جحرها وكان الفأر يصرخ:النجدة! النجدة! النجداااا!
مستنجدٍ بأهله الذين يحاولون إخراجه من المصيدة، وحين اقترب ابراهيم
هربت جميع الفئران.. فحمل ابراهيم المصيدة، وذهب بها الى عزيز الذيفرح كثيرا برؤية الفأر عالق في المصيدة،
فهكذا بدأت خطته في النجاح، وقريبا ستقع جميع الفئران في المصيدة، فيتخلصان منها الى الأبد.
ولكن بعد ذلك اليوم، لم يقع أي فأر في المصيدة،لأن الفئران أدركت أن الطعام الموضوع في المصيدة هو فخٌ !
وقد منعت الفئران أطفالها بشدة، من الخروج في ظلمة الليل كي لا تصطدم بالمصيدة وتعلق فيها
و أصبحت بعد ذلك اليوم تأخذ كل الطعام من المطبخ في ضوء النهار أثناء تواجد الصديقان في المدرسة
و تكسر الأطباق كي تغيظ الصديقين وحين يعودان الصديقان من المدرسة،
يجدان المكان في فوضي..
وبعدما نفذ صبرهما من مشاغبات الفئران، جلسا الصديقين في حيرة وقلقبالغين :
ـ ماالعمل .. ومالحيلة ؟؟
فخطة المصائد لم تعد تفيدنا، والفئران صارت شاطرة، وتسبب الفوضىدون أن تقع في الفخ ،
فكّرا .. وفكّرا .. وفجأة صرخ ابراهيم :
- وجدتها…!وبعد الإتفاق على الخطة الجديدة، خرجا من البيت، وإتجها الى سوق الحيوانات،
حيث تتوفر كل أنواع الحيوانات الأليفة..
كانت هنالك أرانب بيضاء وسوداء،وطيور القبرة، والهدهد ، والعداء الجميلة، وطيور أُخرى غاية في الروعة،
وهناك أيضا ببغاءات صغيرة تلقي التحية على كل من يقف أمامها..
حين وصلا الصديقان الى أقفاص القطط، توقفا عند القطة الصغيرة ،
ذهبية اللون، ذات فرو ناعم لها عينان كبيرتان، تلمع فيهما ألوان مختلفة، من الأخضر، الى أحمر، الى بندقي ..
اُعجبا الصديقان بها، وقاما بشراءها على الفور..في طريق العودة، قال عزيز لصديقه إبراهيم،
أنه يخشى أن هذه القطة الرقيقة لن تستطيع مواجهة الفئران، لأنها قطة هادئة ووديعة ..
أجابه الصديق، بألا يقلق، فكل شيئاً سوف يجري حسب الخطة .
وهكذا أصبحت هنالك قطة، في بيت عزيز يتركها قرب جحر الفئران، ويبتعدليراقبها بفضول شديد ..
مر يومان على مجيء القطة، والفئران تخرج وتدخلسعيدة، دون خوف، لأن القطة لم تحرك ساكناً
أمام مشاغبات الفئران، بل أكتفت بالنظر اليها، والتثاؤب بملل..
وففهمت الفئران، أن هذه القطة مدللة وكسولة، ولن تستطيع إيذاءها،
وشعرا ابراهيم وعزيز، بخيبة أمل، ويئسا تماما، من هذه القطة ..
سوى أن عزيز، أحتفظ بالقطة، لأنه أحب جمالها، ووداعتها، وأحس أنها لا تشبه القطط
التي يراها في الشارع تطارد الفئران وتعبث في القمامة، وتنام في الزقاق .
ثم في أحد الأيام .. و بينما يجلسان، الصديقان، يتسامران، ويذاكران درسيهما ..
نظر أبراهيم الى عزيز، وقاله :
- ” إششش.. أصمت قليلا ..دعنا نرى هذه القطة ..
وكانت قطتهم جالسة، في زاوية الغرفة ممسكة بفردة الحذاء في فمها،
ومركّز النظر، على جحر الفئران، وقد خرجت الأخيرة، كعادتها تلعب وتمرح وتثير الفوضى،
في كل مكان، وقد ذهبت الفئران الصغيرة الى المطبخ.. لتلتهم طعامهما، وتفسد البقية منه،
نظرت القطة من حولها بمكر، وقد تطايرت الشرر من عينيها، ثم فجأة ركضت بإتجاه الجحر،
وهي تحمل فردة الحذاء وأسرعت بدسه في فتحة الجحر، ثم أتجهت الى حيث تتحركالفئران، وتجري هنا وهناك،
أخذت القطة تترصد حركتها بسرعة ودهاء .. وهاجمتها في الحال، فنالت من أحد الفئران وألتهمته بلمح البصر..
حين رأت الفئران الاُخرى ذلك إنصدمت، و أصيبت بذعر ٍشديد،
وراحت تصرخ أهربوا .. اهربوا.. قد جاء الوحش .. أهربوا
وأخذت الفئران تركض للأختباء داخل الجحر .. وحين أقتربت من الجحر،وجدتها مسدوداً بالحذاء ..
فألتفتت خلفها لتجد القطة تنظر اليها بعينان مفترستان، وهي تضحك على غباء الفئران،
و ثقتها العمياء بالقطة..فقال ابراهيم لعزيز:
- اُنظر يا صديقي ، لو لم تكن الفئران غافلة لأدركت أن جميع القطط تأكل الفئران !!
إنها مسألة الوقت فحسب!